شروخ المباني من القضايا التي تشغل بال المهندسين المعماريين والمختصين في مجال البناء، فهي تشير إلى التشققات أو التصدعات التي قد تظهر في هياكل المباني نتيجةً لعدّة عوامل، تختلف أسباب هذه الشروخ من حالة إلى أخرى، فقد تكون ناتجة عن العوامل الطبيعيّة مثل التربة غير المستقرة أو الظروف المناخية القاسية، أو قد تكون بسبب أخطاء في التصميم أو التنفيذ أثناء مراحل البناء وتثير هذه الشروخ العديد من الأسئلة التي تتطلب دراسة دقيقة لفهم الأسباب الحقيقية وراء ظهورها وكيفية علاجها بشكل فعّال، في هذا المقال، سنتناول أبرز الأسئلة المتعلقة بشروخ المباني، مثل أسباب ظهورها، أنواعها، وكيفية الوقاية منها ومعالجتها، إلى جانب أهمية التفريق بين الشروخ البسيطة والشروخ الخطيرة التي قد تهدد سلامة المبنى.

الأسباب الإنشائيّة

تظهر شروخ المنازل نتيجةً لأخطاء في تصميم المباني والأساسات من المُهندس المسؤول عن التصاميم الإنشائيّة مثل بعض الأجزاء الخرسانيّة، فضلاً عن الأخطاء التنفيذيّة أثناء البناء بسبب هدر استخدام مواد البناء المُستخدمة أو استخدام مواد ذات جودة سيئة مما ينتج عنها أخطر أنواع شروخ السقف.

الأسباب غير الإنشائيّة

الكوارث الطبيعيّة من مثل الزلازل القوية في حدوث أخطر انواع الشروخ التي تحتاج إلى تدخل فوري وعلاجها، بالإضافة إلى حدوث تصدعات في الأرضيّات التي تُعد أخطر الشروخ في البلاطات، بالإضافة إلى التعرض للأمطار الغزيرة وتراكم مياه الأمطار على سطح المبنى، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث رطوبة الجُدران التي تساهم في حدوث أخطر انواع الشروخ في السقف.

1- شروخ إنشائيّة: هي أخطر انواع الشروخ في الجُدران تنتج عن استقرار التربة، التغيرات الحراريّة، والأحمال الزائدة، والإهتزازات أو الزلازل، فهي تؤثر على استدامة المباني وسلامة المُستخدمين وقد تؤدي إلى انهيارات هيكليّة إذا لم يتم التعامل معها.

2- شروخ الإنكماش اللدن: تحدث تلك الشروخ بسبب فقدان المادة للرطوبة أو تغيرات في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى انكماش المادة، حيث أنها تتسبب في تسرّب المياه وتدهور الهياكل مثل الطرق، الجسور والمباني والبُنية التحتية بأكملها للأنابيب.

3- شروخ البياض: تحدث شروخ البياض نتيجة جفاف الخرسانة بسرعة أو استخدام مواد غير مُلائمة أو تصميم هيكلي غير دقيق كما أنه يتسبب في تسرب المياه وتآكل المواد ويُمكن أن تتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يتم إصلاحها.

4- شروخ التمدد: تحدث هذه الشروخ نتيجةً للتغيرات في درجات الحرارة، حيث تتمدد المواد عند ارتفاع الحرارة وتنكمش عند انخفاضها التي تظهر غالبًا في الطرق والجسور والمباني وقد تؤدي إلى تشقق المواد وتدهورها مع مرور الوقت.

5- الشروخ الكيميائيّة: تحدث هذه الشروخ نتيجة تفاعلات كيميائيّة تؤدي إلى تآكل المواد مثل المعادن أو البلاستيك أو الخرسانة التي تُسبب تلفًا في الهياكل أو تسرب المواد الكيميائيّة مما يزيد من مخاطر الحوادث البيئيّة والهيكليّة.

6- شروخ هبوط الأساسات: تتميّز الشروخ الناتجة عن هبوط الأساسات بأنها تُعتبر أكثر سمكًا مُقارنةً بالشروخ السطحيّة أو الشعرية الدقيقة، فهي تُعتبر من أخطر انواع الشروخ، حيث أنها تظهر عادةً وتتسبب في ميلان سطح الأرضيّات إلى مستويات غير مُتساوية مما يُهدد الإستقرار الهيكلي للمبنى ويتطلب مُعالجة فوريّة.

- التصميم الجيّد والأساسات القويّة والبدء بتصميم هندسي دقيق واختيار مواد بناء ذات جودة عالية، والتأكد من أن الأساسات متينة وتتناسب مع نوع التُربة.

- الحرص على إجراء فحوصات دوريّة للمبنى للكشف عن أي تشققات صغيرة ومُعالجتها قبل أن تتفاقم.

- التعامل مع المياه بالشكل الصحيح والتأكد من وجود أنظمة تصريف فعّالة للمياه حول المبنى لمنع تسرب المياه إلى الأساسات أو الجُدران.

- عند إجراء أي توسعات وتعديلات على المبنى، يجب أن تتم بناءً على استشارات هندسيّة دقيقة لتجنّب أي تأثيرات على الهيكل الأساسي.

- تجنب تحميل المبنى بأوزان تفوق فدراته سواء كان ذلك من خلال إضافة طوابق جديدة أو تركيب معدات ثقيلة دون دراسة مُسبقة.

1- في حالة كانت التشققات ناتجة عن هبوط في الأساسات يجب التدخل في إصلاج الأساسات عن طريق التدعيم باستخدام طرق عدّة مثل الحقن بالخرسانة أو ربما تعزيز التُربة.

2- في حال كانت التشققات تؤثر على سلامة الجُدران، فقد يكون من الضروري استخدام دعامات معدنية فولاذيّة لتقوية الجدار وتحمل الأوزان الزائدة أو تركيب شبكة ألياف زُجاجيّة يتم وضع الشبكة على الجُدران المُتشققة ثم تغطيتها بطبقة من الخرسانة.

3- في حال كانت التشققات كبيرة وعميقة، فقد يكون من الضروري إزالة الأجزاء المُتضررة من الجدار وإعادة بناء الجدار المُتشقق باستخدام مواد عالية الجودة، حيث يتم توسيع الشرخ وتنظيفها من الأتربة.

4- إعادة ملء الشروخ باستخدام مواد خاصّة لعلاج الشروخ مثل الإيبوكسي فهي مادة قوية يتم حقنها في التشققات الكبيرة لتوفير دعم إضافي وإستعادة قوة الجدار أو البوليمرات المرنة، حيث أنها تُستخدم في بعض الحالات لتملأ التشققات التي قد تتعرض لحركة مُستمرة.

5- إذا كانت الشروخ والتشققات مُرتبطة بمشاكل رطوبة أو تسريب مياه، يجب العمل على حل المشكلة من الجذور عن طريق إصلاح أنظمة الصرف حول المبنى باستخدام عوازل مائيّة لتقوية الجدران ومنع تسرب المياه في المُستقبل.